مقدمه مع العصفور

لا اعلم لماذا يأخذنى هذا الشعور كل مره وكل عام احضر فيه اسبوع الالام فى الكنيسه

وهذا الشعور بأن الكنيسه تقدم لى فى هذا الاسبوع
" بستانا" صغيرا " تأخذ بيدى فأتمشى
فيه بدايه من عشية احد الشعانين حتى فجر القيامه

ودائما ما يكون معى فى هذه المسيره عصفور لا اعلم من اين يأتى ولكنه دائما يكون معى فى هذا البستان

وما ان ابدأ فى اعداد " خوصة الزعف " حتى يدور بينى وبين العصفور
حديث اود ان اشارككم فيه

ما ان يبدأ المساء حتى يبادرنى العصفور رفيقى فى البستان يقول كل عام
" كل سنه وانت طيب "

ودائما" ما اخجل من الرد عليه حتى لا يسألنى سؤالا"
اراه فى عينيه عن حالتى الروحيه
وهل من تقدم يجعل هناك اختلاف لهذا العام عن السابق له

وقررت هذا العام ان اناور العصفور واتخلص من السؤال
فقلت له :
مارايك ياعصفور البستان اريد هذا العام ان اتحدث مع احد الموجودين
هنا فى هذا البستان الكنسى

فقال لى جيد جدا"
ومن تريد ان تختار لتبدأ الحديث معه

امامك بطرس التلميذ الجسور المتكلم المتقدم فى التلاميذ
صاحب المبادرات مثل " انت ابن الله "
و ايضا " حاشاك يارب ان تصلب

" ام تراك تريد الكلام مع يوحنا الحبيب صاحب احسن متكأ
( صدر المصلوب ) ام تريد ....

وعندئذ صرخت :
ويحك ياعصفور من انا حتى اتكلم مع بطرس او يوحنا او يعقوب او متى
صاحب الانجيل او لوقا الذى دونه بالتدقيق او ... او ...

او حتى يهوذا ذلك التلميذ الذى سقط فأنا من دونه ايضا"
لانه باع سيده بمبلغ يوازى
" حقل مدفنه للغرباء "

اما انا فأبيع السيد بأشياء اتفه من هذا بكثير قد تصل الى كلمه او نظره او اقل

عندئذ رفرف العصفور بجناحيه بطريقه اعلم انها الموافقه وقال اذن
عندك بيلاطس او قائد المئه او اللص اليمين

فقلت ولا هؤلاء ياعصفورى
فبيلاطس قال انا برىء من دم هذا البار اعترافا" بالسيد
واللص ايضا" اعترف وقائد المئه ايضا اعترف بأن المصلوب كان بارا"

اما انا فكثيرا" كثيرا" ما انكر السيد امام اشياء تافهه وانكر عمله معى

تململ العصفور وكف عن التحليق حولى ووقف على فرع شجره وقال لى
مارأيك تحاور اى من الحيوانات فى هذا البستان

امامك حمار الدخول لاورشليم وامامك خروف الفصح الاخير وديك بطرس

فقلت له من اين لى ان اتكلم مع الذى ركبه الرب فى دخوله اورشليم
الذى صار مثلا" لكرسى ملك الملوك

ام ترانى اتكلم مع الخروف ذلك الذى له ان يفتخر انه كان مثلا" للذبيح الحقيقى

هل اتكلم مع ديك بطرس الذى كان له الفضل فى تذكرة بطرس وعودته للتوبه

الحمار سيقول لى انه فى كل مره اتناول فيها يجلس المصلوب فى قلبى
فهل ابقى على هذا الجالس ام بأعمالى اقلق مجلسه

والخروف يقول لى اننى فى كل تناول اخذ الذبيح الاصلى
الجسد والدم الحى فهل احيا بهما ام اعود
للخطيه مثل الكلب العائد الى قيئه
وسيقول لى ديك بطرس ان بداخلى ايضا"
ديك مثله هو الضمير فهل استمع له ؟

فطار العصفور ووقف على كتفى وقال حيرتنى
تراك مع من تريد ان تتكلم

فلمعت فى عقلى فكره وقلت له اذا سأتكلم مع جماد لعله يكون اكثر رفقا" بى

فقال لى العصفور :

فكره... وطار بى الى اول جماد

ولكن قبل ان نصل الى اول من سنقابله
دعونى اقدم لكم صديقى عصفور البستان



[size=25]للتأمل بقيه